من التجارة الإلكترونية إلى وسائل التواصل الاجتماعي؛ أحدثت التقنيات الرقمية ثورة في طريقة عيشنا وعملنا وتفاعلنا مع بعضنا البعض. في عالم اليوم سريع الخطى والمدفوع رقميًا، تحتاج المنشآت إلى التكيف لتظل قادرة على المنافسة. هناك مفهومان رئيسيان يقودان هذا التغيير وهما التحول الرقمي والرقمنة، بينما غالبًا ما تستخدم بالتبادل، فإن هذه المصطلحات لها دلالات وانعكاسات مميزة للمنظمات.  

في هذه المقالة، سوف نستكشف الفرق بين التحول الرقمي والرقمنة، ولماذا كلاهما مهم للشركات التي تتطلع إلى الازدهار في العصر الرقمي. 

 

ما هي الرقمنة؟

الرقمنة هي صيغة رقمية لتحويل البيانات والمعلومات إلى تنسيق يمكن تخزينه ومعالجته ومشاركته باستخدام التكنولوجيا الرقمية، وتشمل تحويل المستندات الورقية إلى ملفات إلكترونية واستخدام قواعد البيانات وأنظمة المعلومات لتنظيم البيانات وتوظيف التكنولوجيا السحابية والحوسبة اللامركزية لتخزين ومشاركة البيانات عبر الإنترنت. 

 كما أن الرقمنة تحسن من كفاءة العمليات وتقلل الأخطاء وتوفر الوقت والتكاليف وتمكن التعاون والتواصل السلس. وأيضاً تساهم في تطوير التجارة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة والابتكار التكنولوجي في مختلف المجالات. 

 

ماذا عن التحول الرقمي؟

يشير التحول الرقمي إلى عملية الاستفادة من التقنيات الرقمية لتحويل الطريقة التي تعمل بها المؤسسات، وتقديم خدمات ومنتجات ذات قيمة للعملاء من أجل الحفاظ على المنافسة في العصر الرقمي. يتضمن ذلك استخدام الأدوات والأنظمة الأساسية الرقمية لتبسيط العمليات التجارية وأتمتها وتحسين مشاركة العملاء ودفع الابتكار.  

لا يقتصر التحول على تبني التكنولوجيا الجديدة فحسب، بل يتعلق أيضًا بتحويل ثقافة المنظمة وعقليتها وعملياتها، من خلال التحول في طريقة عمل الأشخاص وتعاونهم وتواصلهم، بالإضافة إلى الاستعداد للتجربة والتعلم والتكيف استجابةً للفرص والتحديات الجديدة.  

 

الفرق بين الرقمنة والتحول الرقمي 

تشير الرقمنة إلى عملية تحويل المعلومات التناظرية إلى تنسيق رقمي؛ مثل مسح مستند مادي ضوئيًا إلى ملف رقمي أو إنشاء سجل رقمي لمعاملة ورقية، وتشمل فوائد الرقمنة تحسين الإنتاجية وتقليل التكلفة مع الحفاظ على دقة وصول البيانات. 

من ناحية أخرى، يعد التحول الرقمي مصطلحًا أوسع يشير إلى دمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات الأعمال أو المنشآت، مما يؤدي إلى تغيير جذري في كيفية عملها وتقديم قيمة للعملاء. يمكن أن يشمل ذلك ليس فقط رقمنة العمليات والأنظمة الحالية، ولكن يتضمن أيضًا إنشاء نماذج أعمال ومنتجات وخدمات رقمية جديدة تمامًا. 

تعد الرقمنة في جوهرها مكونًا رئيسيًا للتحول الرقمي، لكن ينطوي التحول الرقمي على أكثر من مجرد رقمنة العمليات والأنظمة الحالية، حيث يتطلب تحولًا أساسيًا في طريقة عمل المؤسسات وتقديم القيمة والاستفادة من التقنيات الرقمية لدفع الابتكار والنمو وتحقيق الميزة التنافسية لدى المنشأة. 

الفرق بين الرقمنة والتحول الرقمي 

الرقمنة  التحول الرقمي  

التعريف 

تحويل المعلومات من تنسيق مادي إلى تنسيق رقمي 

تغيير جذري في طريقة عمل المؤسسات وتقديم القيمة 

الهدف 

تحسين الكفاءة وخفض التكاليف 

تحسين تجربة العملاء وزيادة الإيرادات 

المجال 

تحويل المعلومات والبيانات 

تحويل العمليات والأنظمة والأعمال 

التقنيات المستخدمة 

تقنيات رقمية مثل التعرف الضوئي على الحروف (OCR) والذكاء الاصطناعي (AI) 

تقنيات رقمية مثل الحوسبة السحابية والتحليلات التنبؤية 

النتائج  تحسين كفاءة العمليات وخفض التكاليف 

تحسين تجربة العملاء وزيادة الإيرادات 

 

كيف تدعم دفاتر التحول الرقمي داخل المنشآت؟ 

تُعد دفاتر عنصرًا أساسيًا في تمكين المنظمات ودعمها في رحلة التحول الرقمي الخاصة بها، من خلال بعض الميزات الرئيسية: 

  • إدارة البيانات المركزية 

 دفاتر هي منصة مركزية لإدارة الجوانب المختلفة للمؤسسة، بما في ذلك سجلات الموظفين والبيانات المالية والمعلومات التشغيلية. تعمل هذه المركزية على تبسيط الوصول إلى البيانات وتضمن الاتساق عبر الأقسام، مما يسهل الانتقال بشكل أكثر سلاسة إلى العمليات الرقمية. 

  • أتمتة العمليات 

توفر حلول دفاتر إمكانيات التشغيل الآلي للمهام المتكررة واليدوية؛ مثل إدخال البيانات ومعالجة المستندات وإنشاء التقارير. ومن خلال أتمتة هذه العمليات، يمكن للمؤسسات تحسين الكفاءة وتقليل الأخطاء وتحرير الموارد لمزيد من المبادرات الإستراتيجية. 

  • تحليلات البيانات والرؤى 

تتيح حلول دفاتر أدوات تحليلية متقدمة لتحليل اتجاهات البيانات وتحديد فرص التحسين واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات. ومن خلال الاستفادة من تحليلات البيانات، يمكن للمؤسسات الحصول على رؤى قيمة حول عملياتها وسلوك العملاء واتجاهات السوق، مما يؤدي إلى توجيه استراتيجيات التحول الرقمي الخاصة بها. 

  • قابلية التوسع والمرونة 

صممنا حلول دفاتر لتكون قادرة على التوسع مع نمو المنظمة والتكيف مع احتياجات العمل المتطورة؛ سواء بتوسيع العمليات أو دخول أسواق جديدة، أو تقديم منتجات/خدمات جديدة. توفر دفاتر المرونة اللازمة لاستيعاب التغييرات ودعم مبادرات التحول الرقمي المستمرة. 

  • الامتثال والأمان 

يشتمل دفاتر على ميزات أمان قوية وإجراءات امتثال لحماية البيانات الحساسة وضمان الامتثال التنظيمي، وتخفيف مخاطر الأمن السيبراني. تضمن هذه التدابير الأمنية الثقة في البنية التحتية الرقمية، وتسهل اعتماد التقنيات الرقمية داخل المنشآت.

 

بانر الاسعار

هنا

 

فوائد التحول الرقمي وأهدافه

يعد التحول الرقمي أكثر من كونه كلمة ذات صدى مميز، حيث إنه تبني عقلية وقيم جديدة تُمكِّن المنشآت من البقاء في الصدارة وتحقيق النجاح في العصر الرقمي سريع النمو من خلال اكتشاف الإمكانيات الكاملة للأعمال. وتختلف الاهداف اعتمادًا على المنشأة ونوع الصناعة، ولكن تشترك فوائد التحول الرقمي للمنشآت في بعض الأهداف الأساسية:

  • تحسين تجربة العملاء

يساعد التحول الرقمي المؤسسات في إنشاء تجارب سلسة ومخصصة ومريحة لعملائها عبر مختلف نقاط الاتصال.

  • تحسين الكفاءة التشغيلية

 من خلال اعتماد التقنيات الرقمية، يمكن للشركات تبسيط العمليات وأتمتة المهام، وتحسين العمليات التشغيلية لتصبح أكثر كفاءة وتقليل التكاليف.

  • تمكين صنع القرار المستند إلى البيانات

يمكن أن يساعد التحول الرقمي المؤسسات في جمع البيانات وتحليلها على الفور والتصرف بناءً عليها، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر استنارة وفعاليّة.

  • إنشاء مصادر جديدة للإيرادات

 من خلال الاستفادة من التقنيات الرقمية، يمكن للمؤسسات تطوير منتجات وخدمات جديدة والوصول إلى أسواق جديدة، وبالتالي إنشاء مصادر دخل جديدة.

  • تعزيز الابتكار

يدعم التحول الرقمي ثقافة الابتكار من خلال تشجيع التجريب والتعاون واعتماد التقنيات الجديدة.

 

إقراء ايضًا : ما هو نوع نشاط منشأتك؟ وكيف تختار الحل التقني المناسب؟

 

ماهي تقنيات التحول الرقمي في المشاريع؟  

تُستخدم هذه التقنيات لتحسين جميع جوانب العملية الإدارية للمشروعات، من التخطيط والتنفيذ إلى المراقبة والتقييم. تساعد هذه التقنيات على زيادة الكفاءة وخفض التكاليف وتحسين جودة المنتجات والخدمات. 

تقنيات التحول الرقمي

في هذه الفقرة سنعرض بعضًا من أهم فوائد استخدام تقنيات التحول الرقمي في المشاريع: 

  1. الحوسبة السحابية والتي تسمح بتخزين البيانات وتشغيل التطبيقات عبر الإنترنت، مما يوفر مرونة وقدرة على التوسع. 
  2. الذكاء الاصطناعي والذي يستخدم لتحليل البيانات واستخلاص الأنماط واتخاذ القرارات الذكية. 
  3. التحليلات الضخمة وهي عبارة عن استخلاص الأفكار والتوجهات من البيانات الكبيرة وتحليلها. 
  4. الإنترنت والتحكم بالأشياء: يتيح ربط الأجهزة والأشياء بالإنترنت لتبادل البيانات والتحكم فيها. 
  5. التطبيقات المتنقلة والتي تسمح بالوصول إلى المعلومات والخدمات عبر الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. 
  6. التشفير والأمان السيبراني اللذان يستخدمان لحماية البيانات والمعلومات الحساسة وضمان الأمان الإلكتروني. 
  7.  التعلم الآلي وهو يسمح للأنظمة بتعلم وتحسين أداءها بناءً على البيانات والتفاعلات. 
  8. تكنولوجيا البلوكشين وتسمح بتسجيل العمليات والمعاملات بشكل آمن وغير قابل للتلاعب. 
  9. الأتمتة الذكية وهي تستخدم لتحسين الكفاءة وتقليل الأخطاء من خلال تشغيل العمليات بشكل آلي وذكي. 

 

لماذا قد يفشل التحول الرقمي؟

يمكن أن يكون التحول الرقمي عملية معقدة وصعبة، تواجه المؤسسات خلالها الكثير من التحديات. فيما يلي سبعة أسباب شائعة لفشل مبادرات التحول الرقمي:

  1. عدم وجود استراتيجية واضحة: بدون استراتيجية واضحة ومحددة، قد تفتقر جهود التحول الرقمي إلى التوجيه وتفشل في تحقيق أهدافها.
  2. مقاومة التغيير: حيث يتطلب التحول تغييرات كبيرة في العمليات وسير العمل والثقافة التنظيمية، وقد يقاوم الموظفون هذه التغييرات إذا شعروا أنهم مجبرون عليها.
  3. دعم القيادة غير الكافي: نظرًا لمتطلبات التحول الرقمي التي تشمل دعمًا قويًا من القيادة، فإذا لم يلتزم القادة بالعملية، فقد يفشل التحول في اكتساب الدعم الكافي لتحقيقه بكفاءة.
  4. نقص المواهب والمهارات حيث تتطلب مبادرات التحول الرقمي مجموعة متنوعة من المهارات والمواهب، وإذا لم يكن لدى المؤسسات الأشخاص المناسبون، فقد يعيق ذلك التقدم ويؤدي إلى فشل المبادرة.
  5. البنية التحتية غير الملائمة: فقد يعيق عدم وجود بنية تحتية قوية للمؤسسات التقدم ويؤدي إلى الفشل، حيث تتطلب مبادرات التحول الرقمي وجود أساس وبنية تقنية قوية،
  6. ضعف التواصل: لأن الاتصال الفعَّال يعد أمر بالغ الأهمية لنجاح التحول، وإذا لم يتم إعلام أصحاب المصلحة ومشاركتهم طوال العملية، فقد يفشل في تحقيق التأييد والدعم.
  7. عدم القدرة على قياس النجاح: فبدون فهم واضح لكيفية قياس نجاح مبادرات التحول الرقمي، قد يكون من الصعب إثبات القيمة وتأمين الاستثمار المستمر.

بشكل عام، يمكن أن يمثل التحول الرقمي تحديًا للمنشآت، ولكن من خلال معالجة هذه العوائق الشائعة، يمكنها تحسين فرصها في النجاح وتحقيق الفوائد الكاملة للتحول الرقمي. 

 

بانر erp

هنا

 

الملخص 

يعد التحول الرقمي عملية حيوية تُمكِّن المؤسسات من الاستفادة من التقنيات الرقمية لتحقيق أهداف أعمالها، حيث ينطوي على استخدام التكنولوجيا لتغيير جذري في كيفية عمل المؤسسات، والتفاعل مع العملاء من أجل تقديم قيمة فعّالة لهم. 

 تكمن أهمية التحول في قدرته على تعزيز تجربة العملاء وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتمكين صنع القرار المستند إلى البيانات وخلق مصادر جديدة للإيرادات، وأخيرًا تعزيز الابتكار. 

 من خلال تبني التحول الرقمي، يمكن للمؤسسات البقاء في الطليعة ودفع النجاح في المشهد الرقمي سريع التغير. ومع ذلك، قد يمثل التحول الرقمي تحديًا، وتحتاج المؤسسات إلى معالجة العقبات الشائعة مثل الافتقار إلى استراتيجية واضحة ومقاومة التغيير، والبنية التحتية غير الملائمة لضمان النجاح. 

 

ما أنواع التحول الرقمي؟

يختلف نوع التحول الرقمي الذي تتعهده المنشأة وفقًا لأهدافها وتحدياتها ومجال عملها. تتمكن المنشآت من تغيير طريقة عملها من خلال الاستفادة من التقنيات الرقمية في مجالها، وبالتالي تقديم قيمة مميزة للعملاء والحفاظ على قدرتها التنافسية في العصر الرقمي. وتشمل الأنواع:

  1. تحول عمليات الأعمال  يتضمن ذلك استخدام التقنيات الرقمية لأتمتة العمليات التجارية الحالية وتحسينها، مثل إدارة سلسلة التوريد والموارد البشرية والتمويل وخدمة العملاء.
  2. تحويل تجربة العميل يضم تطوير تجربة العميل استخدام أهم الأدوات والأنظمة الرقمية  الأساسية لتحسين تجربة العميل، مثل إنشاء حملات تسويقية مخصصة وتقديم خيارات الخدمة الذاتية، وتوفير الدعم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
  3. ابتكار المنتجات والخدمات يشمل استخدام التقنيات الرقمية لإنشاء منتجات وخدمات جديدة، مثل تطوير تطبيقات الأجهزة المحمولة وأجهزة إنترنت الأشياء، والأنظمة الأساسية الرقمية التي يمكن أن تولد تدفقات إيرادات جديدة.
  4. التحول التنظيمي يعد تحويل في ثقافة المنظمة ككل وأيضًا قيمها وعملياتها لدعم نهج أكثر مرونة يركز على العملاء في الأعمال، مثل اعتماد منهجيات أجايل المرنة وإنشاء فرق متعددة الوظائف وتعزيز ثقافة الابتكار.
  5. تحويل نموذج الأعمال  يتضمن ذلك استخدام التقنيات الرقمية لإنشاء نماذج أعمال جديدة تمامًا، مثل الانتقال من نموذج يركز على المنتج إلى نموذج يركز على الخدمة، أو اعتماد نموذج تسعير قائم على الاشتراك.