استراتيجيات استباقية لمنع الاحتراق الوظيفي

هل ترى علامات الاحتراق الوظيفي تتسلل إلى العاملين داخل منشأتك؟ يمكن أن تكون مشاهدة الموظفين غير المندمجين وزيادة التغيب عن العمل وارتفاع معدل دوران الموظفين، وضعف الإنتاجية، من هذه العلامات والتي تشكل مصدر قلق كبير لمديري الموارد البشرية.

 نستكشف في هذا المقال أثر الاحتراق الوظيفي على أداء العاملين واستراتيجيات التخلص من الاحتراق الوظيفي مسلطًا الضوء على كيفية تنمية الذكاء العاطفي في بيئة العمل؛ كوسيلة فعالة للحماية ضد الاحتراق وللمساهمة في وجود قوى عاملة أكثر صحة وإنتاجية.

 

تعريف الاحتراق الوظيفي

حالة مميزة بالإرهاق الجسدي والعاطفي والعقلي نتيجة للتعرض المستمر لمصادر الضغط المتعلقة بالعمل. يتجلى ذلك في مشاعر الإرهاق والتشاؤم والشعور بنقص في الإنجاز، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض في الدافعية والإنتاجية ورضا العمل.

عوامل الاحتراق الوظيفي

هناك بعض العوامل التي يمكن أن تتسبب  في الاحتراق الوظيفي مثل:

  • العبء الزائد في العمل
  • فقدان السيطرة على العمل.
  • عدم وضوح التوقعات.
  • قلة الدعم من الزملاء أو المشرفين.

لا يؤثر الاحتراق الوظيفي فقط على الفرد الذي يعاني منه ولكنه يترتب له تبعات على المنظمة، بما في ذلك زيادة في الغياب ومعدلات الاستقالة، وانخفاض في الروح المعنوية. يُعد التعرف على علامات الاحتراق الوظيفي وتنفيذ استراتيجيات لمنعه ومعالجته أمرًا أساسيًا لتعزيز رفاهية الموظفين والحفاظ على بيئة عمل صحية.

شخصان بزي سعودي يناقشان الأعمال

الذكاء العاطفي في بيئة العمل وكيف يساعد على التخلص من الاحتراق الوظيفي

في بيئة العمل الحديثة، حيث تزيد متطلبات العمل وترتفع مستويات الضغط، يمثل الذكاء العاطفي في بيئة العمل أداة مهمة في تشكيل سلامة االموظفين النفسية ونجاح المنظمة. لكن دعنا نعرِّف ما هو الذكاء العاطفي أولًا.

الذكاء العاطفي هو القدرة على التعرف على مشاعر الشخص الخاصة والقدرة على فهمها وإدارتها، بالإضافة إلى تلك التابعة للآخرين. في سياق احتراق الوظيفة، يصبح الذكاء العاطفي ذو أهمية خاصة، حيث يكون الأفراد الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الذكاء العاطفي أكثر جاهزية للتعامل مع مصادر الضغط والحفاظ على المرونة ومنع الاحتراق، حيث يساهم في اكتساب بعض المهارات الأساسية التي تساهم بدورها في التخلص من الاحتراق الوظيفي من أهمها:

  1. التعرف على مصادر الضغط ومعالجتها: يمكن للموظفين ذوي الذكاء العاطفي العالي التعرف على مصادر الضغط في أنفسهم وفي الآخرين. فهم أفضل لعلامات الاحتراق المبكرة واتخاذ خطوات استباقية للتخفيف من آثارها.
  1. بناء المرونة: يساعد الذكاء العاطفي الأفراد على تطوير المرونة، مما يمكنهم من التعافي من الصدمات والتعامل بفعالية مع مصادر الضغط المتعلقة بالعمل، حيث تقلل هذه المرونة من احتمالية الاحتراق الوظيفي وتعزز السلامة العامة في مكان العمل.
  1. تشجيع الاتصال المفتوح: تعزز بيئة العمل التي تقدِّر الذكاء العاطفي الاتصال المفتوح والنقاشات الصادقة حول المشاعر والتحديات، وبالتالي يشعر الموظفون بالراحة أكثر في التعبير عن مخاوفهم وطلب الدعم، مما يمنع الاحتراق الوظيفي بمعالجة المشاكل قبل تفاقمها.
  1. تعزيز العلاقات الإيجابية والدعم: يكون الموظفون ذوو الذكاء العاطفي العالي أكثر تعاطفًا ودعمًا تجاه زملائهم، لأنهم يقدمون الاستماع والتشجيع والمساعدة عند الحاجة، مما يخلق شعورًا بالثقة والانتماء يقلل من احتمالية الاحتراق الوظيفي.
  1. الاهتمام بالرعاية الذاتية وبناء بيئة عمل صحية: يعتني الأفراد ذوو الذكاء العاطفي العالي بالرعاية الذاتية ويدركون أهمية الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية. كذلك،يشجعون الآخرين على القيام بالأمور نفسها، مما يعزز العادات الصحية مثل اتخاذ فترات استراحة ووضع حدود والمشاركة في الأنشطة التي تعزز الرفاهية.

 

أقرأ أيضا: كيفية زيادة الإنتاجية في العمل

 

عناصر بيئة العمل الناجحة لحماية العاملين من الاحتراق الوظيفي

يُعد إنشاء بيئة عمل صحية وناجحة هو أساس عمل إدارة الموارد البشرية الفعّالة. يضم ذلك تعزيز ثقافة العمل التي تعطي الأولوية لرفاهية الموظفين وارتباطهم وإنتاجيتهم وبالتالي تقليل إمكانية التعرض للاحتراق الوظيفي. من بين عناصر بيئة العمل الصحية الرئيسية :

  1. تشجيع الصحة البدنية والعقلية:

يسهم تشجيع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتوفير الوصول إلى خيارات غذائية صحية، وتقديم موارد للصحة العقلية مثل الاستشارات أو برامج إدارة الضغط في تعزيز سلامةالموظفين بشكل عام.

  1. دعم العلاقات الإيجابية والاتصال:

يشمل ذلك إنشاء فرص لأنشطة بناء الفرق، وتشجيع الاتصال المفتوح والصريح، وتعزيز جو داعم يشعر فيه الموظفون بالقيمة والاحترام مما يعزز التعاون والروح المعنوية.

  1. تأييد التوازن بين العمل والحياة الشخصية:

يتضمن ذلك تنفيذ أنظمة العمل المرنة، وتعزيز سياسات الإجازات، واحترام الحدود بين العمل والحياة الشخصية مما يمكن الموظفين من الحفاظ على توازن صحي، وبالتالي تقليل مستويات الضغط والاحتراق الوظيفي.

 

اقرأ أيضًا عن:  أفضل 5 طرق لتحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية 

 

يُعد خلق بيئة عمل إيجابية أمرًا بالغ الأهمية لإدارة الموارد البشرية بشكل فعَّال، حيث تشكل بيئة العمل السلبية مخاطر كبيرة على كل من الموظفين والمنظمة ككل. الموظفون الذين يتعرضون لبيئة عمل سلبية هم أكثر عرضة للاحتراق الوظيفي، مما قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية.

 

هل برنامج شؤون الموظفين من دفاتر مناسب لمنشأتك؟

في حين أن أنظمة الموارد البشرية لا يمكنها علاج الاحتراق الوظيفي بشكل مباشر، إلا أنها يمكن أن تكون أدوات قيمة في منع وتحديد وإدارة تأثيره داخل المنظمات. إليك أهم الخصائص:

واجهة برنامج شئون الموظفين

– الحماية من الاحتراق الوظيفي وتقليل حدوثه

  • الرؤى المستندة إلى البيانات: يمكن الاستفادة من نظام شؤون الموظفين في تحليل البيانات حول عوامل مثل عبء العمل والعمل الإضافي والغياب لتحديد الأقسام أو الأفراد المعرضين لخطر الاحتراق الوظيفي، من أجل تقديم التدخلات المستهدفة مثل تعديلات عبء العمل أو موارد تنمية المهارات.
  • التواصل الواضح: يمكن استخدام النظام لضمان التواصل الواضح بين التوقعات والمواعيد النهائية والموارد المتاحة للموظفين، مما يقلل من الارتباك والتوتر.
  • إدارة الأداء: تساعد مراجعات الأداء المنتظمة والملاحظات من خلال النظام، الموظفين على الشعور بالتقدير والشعور بالاستحقاق مما يعزز الدافع للعمل.

– التعامل مع المشكلة في الوقت المناسب

  • علامات الإنذار المبكر: يُمكِّن نظام شؤون الموظفين  الرؤساء في إدارة الموارد البشرية من تتبع بيانات الموظف؛ مثل ساعات العمل والإجازات المرضية وتغييرات الأداء، مما يساعد على الكشف عن علامات الاحتراق الوظيفي المحتملة قبل تفاقمها.
  • استبيانات الموظفين: يمكن لأنظمة الموارد البشرية تسهيل إجراء استطلاعات بدون الكشف عن الهوية  لقياس رفاهية الموظفين، مما يسمح للأفراد بالتعبير عن مخاوفهم دون خوف من التداعيات.
  • مجموعات التركيز: يمكن للأدوات عبر الإنترنت داخل النظام تسهيل مجموعات التركيز أو جلسات العصف الذهني المجهولة لجمع تعليقات الموظفين حول مسببات الإرهاق المحتملة داخل المنظمة.

– تنظيم مواعيد العمل والإدارة السلسة

  • ترتيبات العمل المرنة وسهولة الوصول إلى البيانات: يعتبر برنامج شؤون الموظفين بمثابة مستودع رئيسي للبيانات ليتيح للموظفين طلب ترتيبات العمل المرنة وإدارتها بسهولة؛ مثل العمل عن بعد أو الجداول الزمنية المعدلة، مما يوفر لهم تحكمًا أكبر في التوازن بين العمل والحياة.

ومع ذلك، من المهم أن نتذكر النهج الشمولي وأن أنظمة الموارد البشرية لا تستطيع وحدها حل تعقيدات الاحتراق الوظيفي، وينبغي استخدامها جنبًا إلى جنب مع مبادرات أخرى مثل خلق ثقافة عمل إيجابية وتعزيز التواصل المفتوح، وتعزيز ممارسات التوازن الصحي بين العمل والحياة، وكذلك التركيز على منع الإرهاق بدلاً من معالجة أعراضه فقط.

 

Example Image

 

ما هي مخاطر بيئة العمل السلبية؟

تزيد بيئة العمل السلبية من احتمالية حدوث الاحتراق الوظيفي وتؤثر على سلامة الموظفين ونجاح المنشأة بشكل عميق، مما يتجلى في نتائج ضارة متعددة. إليك بعض المخاطر الرئيسية لبيئة العمل السلبية وعلاقتها بحدوث الاحتراق الوظيفي:

  1. انخفاض الإنتاجية: يرتبط الاحتراق الوظيفي بانخفاض مستويات الإنتاجية لدى الموظفين، حيث يجد الموظف صعوبة في البقاء منتبه ومتحفز في بيئة عمل سلبية.
  1. زيادة نسبة التغيب عن العمل: يؤدي احتراق الوظيفة غالبًا إلى زيادة نسبة الغياب، حيث قد يشعرون الموظفون بالإرهاق الجسدي أو العاطفي وعدم القدرة على التعامل مع متطلبات العمل.
  1. ارتفاع معدلات الاستقالة: يكون الموظفون الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي بسبب بيئة العمل السلبية أكثر عرضة للبحث عن عمل في مكان آخر، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الاستقالة وبالتالي زيادة التكاليف المرتبطة بها للمنظمة.
  1. الانخفاض في الروح المعنوية للموظفين: تساهم بيئة العمل السلبية بتآكل روح الإيجابية لدى الموظفين، مما يسهم في الشعور بعدم الرضا والانزعاج والسخط.
  1. التأثير على ثقافة المنظمة: يمكن أن ينتشر الاحتراق الوظيفي بسرعة في بيئة العمل السلبية، مما يؤثر على ديناميات الفريق ويضر بثقافة المنظمة في التعاون والابتكار والنجاح.

كمدير للموارد البشرية، فإن التعامل مع الأسباب الجذرية لبيئة العمل السلبية وتنفيذ استراتيجيات لمنع وتخفيف أثر الاحتراق الوظيفي على أداء العاملين أمر أساسي لتعزيز بيئة عمل صحية ومزدهرة.

 

مُلخص

من خلال إعطاء الأولوية لسلامة لموظفين النفسية وتعزيز ثقافة التواصل المفتوح، وتنفيذ استراتيجيات استباقية، يمكنك تزويد القوى العاملة داخل المنشأة بالمرونة والموارد التي يحتاجونها للازدهار ومكافحة التهديد المتزايد للاحتراق الوظيفي بشكل فعال.

 إن معالجة علامات الاحتراق الوظيفي مبكرًا وتوفير آليات الدعم يمكن أن تؤدي إلى تحسين رفاهية الموظف وأدائه بشكل كبير. تذكر أن التخلص من الاحتراق الوظيفي لا يتعلق فقط بالرفاهية الفردية؛ بل بتعزيز بيئة عمل منتجة وناجحة. من خلال الاستثمار في التدابير الوقائية وتعزيز ثقافة الرفاهية، يمكن لمتخصصي الموارد البشرية التخفيف بشكل كبير من أثر الاحتراق الوظيفي على أداء العاملين والحفاظ على معدل الإنتاجية بالعمل.

تعرف على دفاتر الآن

ما الفرق بين الاحتراق النفسي والاحتراق الوظيفي؟

الاحتراق النفسي هو مفهوم أوسع يشمل مختلف جوانب الحياة بما في ذلك العمل والعلاقات الشخصية والهوايات، بينما يقتصر الاحتراق الوظيفي على الجانب المهني نتيجة لعوامل الضغط المرتبطة بالعمل وقد لا يؤثر بالضرورة على مجالات حياة أخرى.

ما هي أبعاد الاحتراق الوظيفي؟

تشمل أبعاد الاحتراق الوظيفي غالبًا الإرهاق الجسدي والعاطفي والانفصال عن بيئة العمل، والإنجاز الشخصي المنخفض أو إنتاجية الفرد المنخفضة في العمل وانعدام الدافعية للعمل. تعكس هذه الأبعاد بشكل مجتمع الجوانب الجسدية والعاطفية والعقلية للاحتراق الوظيفي الذي يواجهه الأفراد في أدوارهم المهنية.