المحتويات عرض

تعتبر إدارة سلاسل الإمداد أمرًا حيويًا لنجاح أي شركة، ويُعد التضخم من أهم العوامل المؤثرة على سلاسل الإمداد بسبب ارتفاع  الأسعار، والذي بدوره يؤثر على مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

 ومن هنا نتباحث مع كل رجل أعمال؛ حول أهم المفاهيم المتعلقة بإدارة اللوجيستيات وسلاسل الإمداد وعلاقتها بالتضخم.

حيث تُعد إدارة اللوجستيات الفعّالة هي إدارة السلع والخدمات بكفاءة داخل سلسلة التوريد. وهي ضرورية بالنسبة للشركات لتلبية احتياجات العملاء وتقليل التكاليف التشغيلية والحفاظ على تنافسية قوية في السوق.

تعريف إدارة اللوجيستيات وسلاسل الإمداد

إدارة اللوجيستيات: هي عملية تنظيم وتنسيق حركة المواد والسلع والمعلومات من نقطة البداية إلى نقطة الاستهلاك بطريقة فعالة من حيث التكلفة.

وتتضمن أنشطة مثل النقل وإدارة المخزون والتخزين وإكمال الطلب وتنسيق الموردين، بهدف ضمان توصيل المنتجات إلى العملاء أو المستخدمين النهائيين بالكمية المناسبة وفي الوقت المناسب وبجودة عالية مع تقليل التكاليف.

ما هي سلاسل الإمداد؟

سلاسل الإمداد (Supply Chains): هي الشبكات المترابطة بين المؤسسات والشركات والموردين التي تشترك في عملية تصنيع وتوزيع المنتجات والخدمات للعملاء النهائيين، وتهدف سلاسل الإمداد إلى تحقيق تنسيق فعّال وسلس بين جميع الأطراف المعنية لضمان توافر المنتجات بشكل مستدام وبأقل تكلفة ممكنة.

 يلعب التنسيق والتعاون بين جميع الأطراف المشاركة في سلسلة الإمداد دورًا حاسمًا في ضمان الجودة والتوافر والتسليم في الوقت المناسب، حيث تعتبر إدارة اللوجيستيات وسلاسل الإمداد عمليتين حاسمتين في الأعمال التجارية الحديثة حيث تساعد في تحقيق تنافسية أكبر وتلبية احتياجات السوق بشكل أفضل.

قد يهمك : ما المقصود بسلاسل الامداد SCM 

مراحل سلاسل الإمداد ال6 

تشمل سلاسل الإمداد العديد من الأنشطة والعمليات؛ بما في ذلك شراء المواد الخام، وتصنيع المنتجات وتخزينها وتوزيعها، وتوجيهها للعملاء النهائيين.

تتألف سلاسل الإمداد عادةً من عدة مراحل تعمل معًا لتحقيق توافر المنتجات وتوصيلها إلى العملاء النهائيين، وعلى الرغم من أن هناك تنوعًا في تصميم سلاسل الإمداد بناءً على الصناعة ونوع المنتجات. ويمكن تحديد المراحل التي تشملها معظم سلاسل الإمداد إلى ٦ مراحل رئيسية:

1- تخطيط الطلب (Demand Planning) 

 في هذه المرحلة، تتم دراسة السوق وتحليل الاتجاهات والتوقعات لتحديد الطلب المستقبلي على المنتجات والخدمات.

2- شراء المواد الخام (Procurement) 

 تتضمن هذه الخطوة شراء المواد الخام الضرورية لإنتاج المنتجات من الموردين المناسبين وبأفضل شروط وتكلفة.

3- تصنيع المنتج (Manufacturing) 

 في هذه المرحلة، يتم تحويل المواد الخام إلى منتجات نهائية، وتشمل العمليات الصناعية مثل التجميع، والتصنيع والتعبئة والتغليف.

4- تخزين وإدارة المخزون (Warehousing and Inventory Management)

 يتم تخزين المنتجات المصنعة في مستودعات ومراكز توزيع، ويتم إدارة المخزون بشكل فعال لضمان توافر المنتجات وتجنب نقصها.

5- النقل والتوزيع (Transportation and Distribution) 

 تشمل هذه المرحلة نقل المنتجات من المستودعات إلى الأماكن المناسبة وتوزيعها للعملاء النهائيين، قد تشمل وسائل النقل شاحنات، طائرات، سفن، وشبكات النقل الأخرى.

6- خدمة العملاء (Customer Service) 

 تشمل هذه المرحلة تلبية احتياجات العملاء وتوفير الدعم والخدمة بعد البيع، بما في ذلك خدمات الصيانة والإصلاح والاستجابة لاستفسارات العملاء.

تتفاوت هذه المراحل وتتباين في ترتيبها وتكرارها بناءً على العملية الخاصة بكل صناعة وشركة، يجب أيضًا ملاحظة أنه في بعض الحالات، يمكن أن تشمل سلاسل الإمداد مراحل إضافية مثل التصدير والاستيراد والتخلص من المنتجات الغير صالحة للاستهلاك.  ولتعرف المزيد عن إدارة سلاسل الإمداد والفرق بين مهام إدارة الإمداد.

للتعرَّف أكثر يمكن الاطلاع على مقال: سلسلة الإمداد ودورها في التجارة الإلكترونية

 

تجربة حية لنظام دفاتر مجاناً

 

العلاقة بين سلاسل الإمداد والتضخم

وقبل الانتقال للعلاقة بين إدارة اللوجيستيات وإدارة سلاسل الإمداد والتضخم وارتفاع الأسعار، علينا تعريف التضخم وأسبابه أولًا.

ما هو التضخم؟

هو حالة ارتفاع مستمر لأسعار السلع والخدمات الأساسية وغير الأساسية، ويُعد الرقم القياسي لأسعار المستهلكين (CPI) هو المؤشر الأكثر شيوعًا واستخدامًا؛ حيث يتتبع مستوى متوسط أسعار السلع، والخدمات التي تستهلكها الأسرة، وبذلك فإن معدل تغير الرقم القياسي لأسعار المستهلكين في المتوسط وبمرور الوقت يمثل التضخم.  

يُقاس التضخم على أنه معدل النمو السنوي أو الشهري للرقم القياسي لأسعار المستهلكين، ويُشار إلى التضخم في تعريف آخر؛ أنه انخفاض قيمة العملة النقديّة المحليّة بنفس الوقت الذي ترتفع به الأسعار بشكل مستمرّ وتدريجي على جميع السلع والخدمات.

ما هي أسباب التضخم؟

تُعتبر الزيادة في المعروض النقدي سبب رئيسي وراء التضخم، على الرغم من أن التضخم يمكن أن يحدث نتيجة لعوامل مختلفة في الاقتصاد؛ وأبرز مظاهره تتمثل في طباعة كمية كبيرة من النقود أو تخفيض قيمة العملة أو شراء سندات حكومية من البنوك.

 في جميع الحالات السابقة، تقل قوة الشراء للنقد. ويرى علماء الاقتصاد أن التضخم يحدث نتيجة لعدم التوازن بين الطلب الإجمالي والعرض الإجمالي للسلع والخدمات. تشمل الأسباب المختلفة للتضخم ما يلي:

  1. ارتفاع الطلب أكثر من العرض- والذي بدوره يؤدي لارتفاع سعر السلعة أو الخدمة.
  2. زيادة الإنفاق الحكومي؛ وقد يحدث لعدة أسباب منها؛ تحفيز الاقتصاد وتلبية الاحتياجات الاجتماعية، وزيادة الإنفاق على البنية التحتية والأمان الوطني. 
  3. تمويل العجز في الإنفاق الحكومي: بطباعة أموال نتيجة عجز الحكومة عن سد الاحتياجات من خلال الضرائب.
  4. زيادة سرعة التداول؛ وهو تسريع عملية شراء وبيع الأصول المالية -مثل الأسهم أو العملات أو السلع- في الأسواق المالية، حيث يمكن أن يزيد من مخاطر التداول ويؤدي إلى فقدان أموال كبيرة إذا لم يتم إدارته بحذر. 
  5. النمو السكاني: تؤدي الزيادة السكانية إلى ارتفاع حاد في مستويات الطلب في مقابل مستويات الإنتاج والبيع.
  6. الاحتكار: ويؤدي إلى تفاقم التضخم بسبب استغلال التجار.

يوجد أيضًا عوامل أخرى يمكن أن تلعب دورًا في حدوث التضخم؛ مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج، وزيادة أسعار الطاقة، وتأثير التغيرات الجيوسياسية على العرض والطلب وتغيرات في سعر صرف العملة، وربما تختلف أسباب التضخم على حسب البلد التي يتم دراستها، لكن نشترك جميعًا في التأثر به والتعامل معه خاصًة في عالم الأعمال.

 

ما هي العلاقة بين سلاسل الإمداد والتضخم وما يليه من ارتفاع في الأسعار؟

 تعتبر سلاسل الإمداد عاملًا محوريًا في استقرار الاقتصاد وتحديد الأسعار، فعندما تتأثر هذه السلاسل بأي شكل من الأشكال؛ سواء بسبب اضطرابات سياسية أو كوارث طبيعية، أو حتى تقلبات في الطلب والعرض، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأسعار.

على سبيل المثال، إذا تعطلت عمليات الإنتاج بسبب نقص في المواد الأولية، ينخرط المنتجون في معركة للحصول على الموارد المتاحة، مما يدفع الأسعار للارتفاع، كذلك، يمكن أن تزيد تكاليف النقل والتخزين، وهو ما ينعكس على الأسعار التي يدفعها المستهلك في النهاية.

تعقيدات سلاسل الإمداد وزيادة المخاطر التي قد يواجهها الاقتصاد

هناك بعض المشكلات؛ مثل الكساد الإنتاجي والتهريب والعقوبات، وحتى التكنولوجيا التي يمكن أن تؤثر على استقرار الأسعار، وتحتاج هذه المعضلات إلى تدخلات مدروسة من قِبل صناع القرار للحيلولة دون تفاقم الوضع والإضرار بالنمو الاقتصادي.

لذلك، يعتبر الحفاظ على سلاسل الإمداد المستقرة جزءً لا يتجزأ من السياسات الاقتصادية التي تهدف للحد من التضخم وضبط الأسعار، كما أن تنسيق الجهود على مستوى وطني ودولي والتعاون، كلها أمور تسهم في تحقيق هذا الهدف.

هل يُهدد التضخم إدارة اللوجستيات وسلاسل الإمداد بالشركات وخططها المستقبلية؟

التضخم أثره لا يكمن فقط على الحاضر! بل هو شبح المستقبل بسبب التغيرات السريعة على أسعار الدولار والنفط والذهب مقابل أسعار العملات وتكاليف المواد مما يمنع الموردين والشركات من تحديد وتثبيت الأسعار لمدة أو معرفة القدر الكافي للتخزين مما يؤدي بالطبع لعدم استقرار سلاسل الإمداد وتثبيط القدرة على التخطيط.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر التضخم على قدرة الشركات الكبرى والمتوسطة على الابتكار وتطوير منتجات جديدة، فعندما تتعرض الشركات للتضخم، قد يتركز اهتمامها على البقاء على قيد الحياة والتعامل مع التحديات الناجمة عن تكاليف المواد الخام المرتفعة، بدلاً من التركيز على الابتكار والتطوير.

ولذلك يُعد التضخم تهديد صريح لقدرة الشركات في مختلف قطاعات الأعمال على البقاء والاستمرارية بنفس القوة، لكن هناك الكثير من الاستراتيجيات التي لو تم اتباعها بشكل سليم، وباستدامة يُمكن للشركة الحفاظ على نجاحها وتحقيق خططها بالكامل.

كيف يمكن للشركات تجنب التضخم وأثره على إدراة اللوجيستيات وسلاسل الإمداد؟

 يمكن للشركات اتخاذ عدة إجراءات لتجنب التضخم والتأثر بارتفاع الأسعار في المملكة العربية السعودية وضمان استمرارية العمل، خلال جائحة ارتفاع الأسعار وعدم ثباتها وتأثر سلاسل الإمداد.

10 نصائح للحد من آثار التضخم على إدارة اللوجيستيات وسلاسل الإمداد

باستخدام الاستراتيجيات التالية، تستطيع الشركات التقليل من تأثير التضخم وارتفاع الأسعار وضمان الاستمرارية في سوق الأعمال.

  1. تنويع مصادر المواد الخام والموردين: استخدام موردين متعددين يقلل من تبعية الشركة لمورد واحد ويزيد من المرونة في التعامل مع اختلاف أسعار المواد الخام.
  2. تحسين إدارة المخزون: الحفاظ على مستويات معقولة من المخزون يقلل من تأثير تقلبات الأسعار. كما يمكن التفاوض بشكل أفضل مع الموردين عندما يكون لديك مخزون ملائم.
  3. اتباع استراتيجيات طويلة المدة الزمنية: استخدام صفقات تحوط للحد من تأثير تقلبات أسعار المواد الخام، مثل العقود الآجلة أو الخيارات البديلة.
  4. زيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة: تحسين العمليات الإنتاجية وزيادة الكفاءة يقلل من تكاليف الإنتاج ويقلل من تأثير الزيادات في تكاليف العمل.
  5. التحول إلى مصادر طاقة مستدامة: الاعتماد على مصادر طاقة مستدامة تقلل من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة التقليدية.
  6. تقديم الابتكار والتكنولوجيا: استخدام التكنولوجيا والابتكار في العمليات يمكن أن يقلل من التكاليف ويحسن الكفاءة.
  7. تحسين سلاسل الإمداد والتخطيط: تحسين التنبؤ بالطلب وتخطيط سلاسل الإمداد يمكن أن يساعد في تفادي نقص المواد وارتفاع الأسعار.
  8. التفاوض الفعّال مع الموردين: قوة التفاوض تلعب دورًا مهمًا في تحقيق أسعار أفضل مع الموردين، خاصة في فترات تقلب الأسعار.
  9. مراقبة النفقات والمصروفات: تقييم ومراقبة النفقات بانتظام يساعد في اكتشاف الزيادات غير المبررة والعمل على تقليلها.
  10. تحليل البيانات واتخاذ قرارات مستنيرة: استخدام تحليلات البيانات لفهم الاتجاهات والأنماط،  يساعد في اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً بشأن التخطيط والاستجابة لتقلبات السوق.

استراتيجيات-لتعزيز-سلاسل-الإمداد

أخيرا: هل للتكنولوجيا دور في إدراة اللوجيستيات وإدارة سلاسل الإمداد بشكل أفضل يضمن تقليل أثر التضخم؟

بالطبع تساهم التكنولوجيا والحلول الذكية في تحسين إدارة اللوجستيات وسلاسل الإمداد ورصد التكاليف وتتبع المخزون. وكذلك إدارة العلاقات مع الموردين بشكل أكثر كفاءة.

تلعب التكنولوجيا القائمة على السحابة دورًا هامًا في تحسين تعاونك كمسؤول عن أعمال وتواصلك مع أصحاب المصالح، وتضمن كفاءة أعلى وربحية أفضل لأعمالك.

يُمكنك الحصول على دعم التحول الرقمي لعملك مع منصة دفاتر لحلول الإدارة المتكاملة

كيف يؤثر التضخم على إدارة اللوجيستيات وسلاسل الإمداد وما علاقته بزيادة التكاليف؟

يؤدي التضخم عادة إلى زيادة في تكلفة المواد الخام والمكونات، والعمالة والنقل والتخزين، كما يؤثر سلبًا على تكلفة إنتاج المنتجات ويزيد من تكاليف المصنعين والموردين، وبالتالي يؤدي ارتفاع تكاليف النقل والتخزين إلى زيادة التكاليف اللوجستية للشركات في سلسلة الإمداد. وقد يضطر المصنعون والموردون إلى زيادة أسعارهم لتعويض تكاليف الإنتاج المرتفعة، وهذا يؤثر بدوره على تكلفة المنتج النهائي للعملاء، مما يهدد نسب مبيعات الشركات أيضًا، الأمر الذي يضع الجميع أمام سيناريو للربح أقل أو تضحية بالجودة المطلوبة أو أن تتحمل الشركة خسارة بعض من عملائها في مقابل زيادة القيمة التي يتم تحصيلها من باقي العملاء.

هل للشراكات والاتحادات تأثير على مواجهة التضخم؟

نعم؛ يُعد إجراء شراكات بين الكيانات المختلفة بالفعل استراتجية فعّالة، وبالتالي رفع الربحية لكل أطراف الاتفاق، كما تضمن تلك الشراكات لك الدعم عند الحاجة لتجاوز الأزمات بقوة واستعادة حصتك السوقية بدون أي خسارة.